فى ذكرى نصر أكتوبر "سعد الدين الشاذلى" المخطط الحقيقى للحرب

مواضيع مفضلة

Saturday, October 5, 2019

فى ذكرى نصر أكتوبر "سعد الدين الشاذلى" المخطط الحقيقى للحرب



خاص : جودى نيوز  الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب الجيش المصري الأسبق، يعد الوحيد من قادة حرب أكتوبر 1973 الذي لم يتم تكريمه، وتجاهله الرئيس الراحل أنور السادات في الاحتفاليات التي أقامها مجلس الشعب لقادة الحرب عقب انتهائها بانتصار الجيش المصري، كما قال الشاذلي في كتابه «مذكرات حرب أكتوبر».
والخلاف الذي نشب بين الفريق الشاذلي والرئيس الراحل السادات، يوصف بأنه من أشهر ما وقع في حرب أكتوبر، وعلى أثره اتخذ السادات قرارًا بإقالة الشاذلي أثناء نشوب الحرب، وتعيين اللواء عبدالعني الجمسي، بلًا منه.
ونرصد في التقرير التالي أبرز 45 معلومة عن سعد الدين الشاذلي، بداية من مولده ومشاركته في حروب مصر، وقيادته للجيش في 6 أكتوبر، حتى خلافه مع الرئيس السادات، ووفاته.
مولده وحياته المهنية
1- ولد بقرية شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربية في دلتا النيل في 1 أبريل 1922، وكان والده من الأعيان، والتحق بمدرسة بسيون الابتدائية التي تبعد عن قريته حولي 6 كيلو مترات، وبعد إكماله الإبتدائية، انتقل والده للعيش في القاهرة وكان عمره وقتئذ 11 سنة، وأتم المرحلة الإعدادية والثانوية في مدارس القاهرة.

2- التحق بالكلية الحربية في فبراير 1939 وكان أصغر طالب في دفعته، وتخرج فيها يوليو 1940 برتبة ملازم في سلاح المشاة بنفس دفعة خالد محيي الدين.
3- في عام 1943 تم انتدابه للخدمة في الحرس الملكي وكان حينئذ برتبة ملازم.

4- شارك في حرب فلسطين، والحرب العالمية الثانية.
5- مؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر، في 1954.
6- كان قائدًا لكتيبة 75 مظلات خلال العدوان الثلاثي عام 1956.
7- قائد أول قوات عربية في الكونغو كجزء من قوات الأمم المتحدة 1960- 1961.
8- ملحق حربي في لندن 1961-1963.
9- قائد اللواء الأول مشاة، شارك في حرب اليمن، 1965 – 1966.
10- قائد القوات الخاصة، المظلات والصاعقة، 1967 – 1969.
11- قائد لمنطقة البحر الأحمر العسكرية، 1970 – 1971.
12- رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، 1971 – 1973.
13- أمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية 1971 – 1973.
14- سفير مصر في بريطانيا 1974-1975.
15- سفير مصر في البرتغال 1975-1978.

علاقته بثورة يوليو

16- بدأت علاقته بجمال عبدالناصر حين كان يسكن في نفس العمارة التي يسكنها ناصر بالعباسية قبل ثورة 23 يوليو.
وكانت بينهما علاقات أسرية، وبالإضافة كونهم ضباط مدرسين في مدرسة الشؤون الإدارية وكانا يلتقيان بشكل يومي، وقد فاتحه جمال عبدالناصر عن الضباط الأحرار في 1951، ورحب الشاذلي بالفكرة وانضم إليهم ولكنه لم يشارك في ليلة 23 يوليو 1952 بشكل مباشر كونه كان في دورة في كلية أركان الحرب
تأسيس سلاح المظلات

17- سافر وهو برتبة رائد إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة تدريبية متقدمة عام 1953 في المظلات وهو من أول من حصل على فرقة رينجرز وهي مدرسة المشاة الأمريكية، وكان قائداً للكتيبة 75 مظلات أثناء العدوان الثلاثي عام 1956، وتولى قيادة سلاح المظلات خلال الفترة من 1954- 1959.

أثناء احتفالات بعيد الثورة والذي كان سيقام في 23 يوليو 1954، اقترح الشاذلي على اللواء نجيب غنيم قائد منطقة القاهرة بإظهار سلاح المظلات بصورة مختلفة عن باقي وحدات القوات المسلحة التي كانت تمشي بالخطوة العادية أمام المنصة كما هو معروف، اقترح بأن تقوم كتيبة سلاح المظلات باستعراض المشي بالخطوة السريعة أمام المنصة، وكان بذلك أول من أقترح المشي بالخطوة السريعة في العروض العسكرية الخاصة لقوات المظلات، والتي أصبحت مرتبطة بقوات الصاعقة والمظلات وما ميزها عن سائر القوات ونقلتها الدول العربية فيما بعد.
حرب أكتوبر

27- في يوم 6 أكتوبر 1973 في الساعة 14:05 (الثانية وخمس دقائق ظهراً)، شن الجيشان المصري السوري هجوما كاسحا على القوات الإسرائيلية، بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصري خطة المآذن العالية التي وضعها الشاذلي بنجاح غير متوقع.
28- بحلول الساعة الثانية من صباح يوم الأحد 7 أكتوبر 1973، حققت القوات المصرية نجاحا حاسما في معركة القناة، وعبرت أصعب مانع مائى في العالم وحطمت خط بارليف في 18 ساعة، وهو رقم قياسى لم تحققه أي عملية عبور في تاريخ البشرية، وقد تم ذلك بأقل خسائر ممكنة، بلغت 5 طائرات و20 دبابة و280 شهيدا، ويمثل ذلك 2.5% من الطائرات و2% من الدبابات و0.3% من الرجال، أما العدو ففقد 30 طائرة و300 دبابة وعدة آلاف من القتلة، وخسر معهم خط بارليف بكامله، وتم سحق ثلاثة ألوية مدرعة ولواء مشاة كانت تدافع عن القناة، وانتهت أسطورة خط بارليف.

29- أرسلت القيادة العسكرية السورية مندوبًا للقيادة الموحدة للجبهتين التي كان يقودها المشير أحمد إسماعيل على تطلب زيادة الضغط على القوات الإسرائيلية على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط على جبهة الجولان، فطلب الرئيس أنور السادات من أحمد إسماعيل تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على سوريا.

30- عارض الشاذلي الفكرة بشدة بسبب أن أي تطوير خارج نطاق الـ 12 كيلو التي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي، وأي تقدم خارج المظلة معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي، مازالت القوات الجوية الإسرائيلية قوية وتشكل تهديداً خطيراً لأية قوات برية تتحرك في العراء دون غطاء جوي، وأغلق الموضوع.

31- اتصل اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني الميداني بالقيادة العامة طالباً مكالمة الشاذلي ليخبره بإستقالته ورفضه تنفيذ الأوامر، وبعدها بدقائق اتصل اللواء عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني بالقيادة وأبدى معارضة شديدة لتلك التعليمات التي أرسلتها القيادة العامة إليه والمتعلقة بتطوير الهجوم. قال الفريق الشاذلي لهم أنه نفسه معترض على تطوير الهجوم لكنه أجبر على ذلك .

32- فاتح الفريق الشاذلي المشير أحمد إسماعيل مرة أخرى في الموضوع وأبلغه باعتراضات قائدي الجيشين وتقرر استدعاء اللواء سعد مأمون واللواء عبدالمنعم واصل لحضور مؤتمر بالقيادة العامة في مساء الىوم نفسه، وفي خلال هذا المؤتمر الذي عقد من الساعة 6 إلى الساعة 11 مساءً، كرر كل منهم وجهة نظره مراراً وتكراراً، ولكن كان هناك إصرار من المشير أحمد إسماعيل أن القرار سياسي، ويجب أن نلتزم به، والشيء الوحيد الذي تغير هو تأجيل الهجوم من فجر يوم 13 أكتوبر إلى فجر يوم 14 أكتوبر كما كان محددا.

33- في صباح يوم 14 أكتوبر تم سحب الفرقتين المدرعتين 21 و4 وتم دفعهما شرقًا نحو المضائق. واصطدمت القوات المصرية المتجه شرقاً بمقاومة إسرائيلية عنيفة وكمائن للدبابات وبإسناد جوي إسرائيلي مباشر، ونسبة لتفوق قوات العدو في الدبابات والتفوق الجوي وأن القوات المصرية تعمل خارج نطاق حماية الصواريخ المصرية ومنيت هذه القوة بخسارة فادحة في ساعات، وتراجعت إلى إثرها غرباً.

34- فشلت خطة التطوير كما توقع الشاذلي وخسرت القوات المصرية عدد 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية في ساعات معدودة من بدء التطوير للتفوق الجوي الإسرائيلي. وكان قرار التطوير وبتقدير الكثيرين من المتابعين للشأن العسكري أسوأ قرار إستراتيجي اتخذته القيادة السياسية، مما أضر كثيراً في سير العمليات فيما بعد وأثر على نتائج الحرب، وجعل ظهر الجيش المصري غرب القناة مكشوفاً لأية عملية التفاف، وهو ما حدث بالفعل.

ثغرة الدفر سوار

35- كتشفت طائرة استطلاع أمريكية وجود ثغرة غير محمية وبعرض 25 كيلو بين الجيش الثالث الميداني في السويس والجيش الثاني الميداني في الإسماعيلية.
قام الأمريكان بإبلاغ القيادة الإسرائيلية التي وجدت فرصتها، فدفعت عبر البحيرات المرة ثلاث مجموعات، تمكن بعضها في ليلة 15-16 أكتوبر من اجتياز قناة السويس إلى ضفتها الغربية بين الجيشين الثاني والثالث عند منطقة الدفرسوار القريبة من البحيرات المرة، أدى عبور هذه القوة إلى إحداث ثغرة في صفوف القوات المصرية عرفت باسم «ثغرة الدفرسوار»، وتم نصب جسر طوف لعبور الدبابات والآليات المدرعة، يوم 16 أكتوبر تمكن لواءان وهما لواء مدرع ولواء مظلي من العبور والتواجد إلى غرب القناة بقيادة الجنرال أرئيل شارون قائد الفرقة المدرعة الإسرائيلية 143، وحاولت هذه القوة احتلال مدينة الإسماعيلية فتصدت لها لواء مظلات وكتيبتان صاعقة مصرية، ومنعتها من احتلال الإسماعيلية وكبدتها خسائر فادحة، ولكن تمكن أرئيل شارون من احتلال المنطقة ما بين مدينتي الإسماعيلية والسويس.

36- في يوم 17 أكتوبر، اقترح الفريق الشاذلي المناورة بالقوات وسحب الفرقتين المدرعتين 21 و4 من شرق القناة، وباستخدام هاتين الفرقتين يتم توجيه ضربة رئيسية للواءين الإسرائيليين غرب القناة، وفي الوقت نفسه يقوم اللواء 116 المتواجد غرب القناة بتوجيه ضربة أخرى للعدو، بينما تقوم الفرقة 21 مدرعة المتواجدة شرق القناة، بتوجيه ضربة لقوات العدو بهدف إغلاق الطريق المؤدي إلى الثغرة، وليزيد من الخناق على القوات الإسرائيلية الموجودة في الغرب، والقضاء عليها نهائيا، علماً بأن القوات الإسرائيلية يوم 17 أكتوبر كانت لواء مدرع ولواء مظلات فقط وتوقع الفريق الشاذلي عبور لواء إسرائيلي إضافي ليلا.

37- لم يقبل المشير أحمد إسماعيل والرئيس أنور السادات رأى الشاذلي بدعوى أن الجنود المصريين لديهم عقدة نفسية من عملية الإنسحاب للغرب منذ نكسة 1967 وبالتإلى رفض سحب أي قوات من الشرق للغرب، وقرر أن تتم مواجهة الثغرة بقيام القوات المدرعة المصرية في الشرق (في سيناء) بسد منافذ عودة القوات الإسرائيلية المتسللة إلى سيناء، واستدعاء قوات تهاجمها من الغرب وبذلك تكون محصورة بين القوات المصرية، وهنا وصلت الأمور بين الرئيس أنور السادات والمشير أحمد إسماعيل وبين الشاذلي إلى مرحلة الطلاق وقام الرئيس السادات بإقصاء الفريق الشاذلي لفترة مؤقته خلال الحرب وعين محمد عبدالغني الجمسي بدلاً منه ليقوم بالتعامل مع الثغرة.

Post a Comment

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف